عودة قوية للسياحة الثقافية في مصر بعد افتتاح مقبرة أمنحتب الثالث بالأقصر
في خطوة تعكس اهتمام الدولة بإحياء التراث المصري القديم، افتتحت وزارة السياحة والآثار صباح اليوم السبت مقبرة الفرعون أمنحتب الثالث بمدينة الأقصر، بعد أكثر من 20 عامًا من أعمال الترميم الدقيقة التي شارك فيها خبراء مصريون ويابانيون.
وتُعد المقبرة، التي تقع في منطقة وادي الملوك، من أضخم المقابر الملكية في مصر القديمة، حيث تتميز بجدرانها المزينة بالنقوش الفرعونية والرسومات الملونة التي تروي جانبًا من حياة الملك أمنحتب الثالث، أحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن مشروع الترميم استمر لسنوات طويلة بسبب حساسية النقوش الجدارية، مشيرًا إلى أن الأعمال شملت تنظيف وتثبيت الألوان وإعادة تأهيل الممرات الداخلية للمقبرة، لتكون جاهزة لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف أن إعادة افتتاح المقبرة تأتي ضمن خطة الدولة لإحياء المواقع الأثرية وتشجيع السياحة الثقافية، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل رسالة للعالم بأن “مصر لا تزال مهد الحضارة ووجهة السائحين الباحثين عن التاريخ والجمال”.
كما أكد عدد من السياح الأجانب الذين حضروا الافتتاح أن التجربة كانت “مبهرة”، خاصة بعد رؤية النقوش التي ظلت مخفية لعقود طويلة.
ويأتي هذا الافتتاح في توقيت مهم، قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر خلال نوفمبر المقبل، في خطوة من شأنها أن تعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية وتعيد الزخم إلى مدينة الأقصر باعتبارها “أكبر متحف مفتوح في العالم”.
بهذا الإنجاز الجديد، تواصل مصر مسيرتها في الحفاظ على آثارها الفريدة، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن الحضارة المصرية القديمة لا تزال تنبض بالحياة رغم مرور آلاف السنين.